أحمد مالك من بين نجوم جيل الشباب الذي استطاع من خلال أعماله أن يؤكد على أنه معجون بالموهبة، وفي كثير من الأحيان يثير الجدل بسبب الشائعات التي تطلق حوله إلا أنه يضع طاقته وتركيزه على أعماله التي تثبت على أنه من أهم الفنانين الشباب في الوقت الحالي ، ومؤخراً شارك أحمد مالك في فيلم "الضيف" وله العديد من المشاركات الفنية أيضاً، وتفاصيل أخرى يكشفها في هذا الحوار مع موقع "الفن" .
في البداية من يتابع الأدوار التي تقدمها يتأكد بأنك حريص على تطوير إمكانياتك كممثل ،كما أنك حريص أيضاً على الاختيارات وانتقاء ما يتناسب مع أفكارك فكيف تقوم بذلك وهل هناك خطة معينة تضعها أمامك؟
بالنسبة لي التمثيل فن مثل الرسم وأي فن آخر، ولذلك الممثل لا بد وأن يعمل على نفسه بقدر الإمكان ويحضر ورشاً دائماً ليطوّر إمكانياته، كما أنني أحاول أن أكون مطلعاً دائماً على تقنيات مختلفة ومدارس مختلفة في التمثيل مثل المدارس الروسية والإنكليزية والأميركية، فأعتبر أنني في رحلة استشكاف كيف أوظف نفسي وكيف أصل لهذه المنطقة وكيف أتقن الدور ، فمن وجهة نظري أن رحلة الفنان لا تنتهي.
ما هي المعايير التي تختار على أساسها أدوارك؟
حينما أختار شخصية ما أول ما أفكر به هو كيف سأقدمها لتكون بشكل حقيقي، فالبشر متعددو الوجوه ولا يوجد انسان به شر مطلق ولا يوجد خير مطلق، فأنا أرى بأن الشخصيات مركبة، وبقدر الإمكان أحب أن أقدم شخصيات مركبة وليست سهلة لأننا كبشر بداخلنا الخير والشر وهذا ما سأسعى له دائماً وهدفي دائماً أن أقدم شيئاً إنسانياً.
بدأت الفن في عمر صغير ما الذي تغير في أحمد مالك خلال السنوات الماضية؟
فكرة الشهرة راودتني في عمر صغير وعندما كنت في الـ 18 كنت قلقاً للغاية، ولكن بعد فترة فكرت في ما أريده وكل ما أسعى إليه هو تقديم فن صادق وأن أمثل وكما قلت أن أطوّر من نفسي كممثل دائماً.
معنى ذلك أنك لا تضع إشكالية النجومية والإيرادات في حساباتك؟
ما يشغلني ليست النجومية لكن أنا أعتبر أنني "ممثل" فنان وما يشغلني هو تقديم أعمال إنسانية وصادقة وتعبر عن الناس وليس في حساباتي التركيز مع الإيرادات أو النجومية.
مؤخراً قدمت شخصية "أسامة" المتشدد في فيلم "الضيف" ما الذي جذبك لتوافق على الدور وما الصعوبات التي واجهتك في التصوير؟
ما جذبني هو أن الدور مركب وصعب للغاية في تجسيده وأعتبره من أصعب الأدوار التي جسدتها خلال مشواري، والصعوبة هنا تتجسد في أن الشخصية تحمل فكرة وأيديولوجية مختلفتين عني، وكان لابد و أن أقدم كل هذا بصدق شديد وأن أجد أرضاً مشتركة لأقدم الشخصية، وهو ما جعلني أحب كثيراً التجربة فالأمر كان تحدياً بالنسبة لي.
بما أن الشخصية بعيدة عنك فكيف حضّرت لها؟
رحلة نفسية استمرت ثلاثة أشهر ، حضّرت خلالها اللغة وأيضاً استعنت بشيخ أزهري تعلمت منه القرآن الكريم وأساس اللغة العربية واشتغلت أيضاً على مخارج الألفاظ والتجويد كي يكون الحوار صادقاً، بالإضافة إلى أنني كنت أقرأ في الفكر الخاص بالمتشددين .
هل اجتمعت بأشخاص لديهم هذه الأفكار؟
بالفعل جلست مع أحد الأشخاص الذي أعرفه جيداً وأفكاره كانت متجهة نحو التشدد في إحدى الفترات قبل أن يصبح محايداً ومتصالحاً أكثر، فالموضوع مثل الإدمان فمن يُدمن على هذه الأفكار يصبح مستعداً للتضحية حتى بإنسانياته وأهله وحياته من أجلها .
وكيف كانت استعدادات الشخصية النفسية والجسدية والشكل أيضاً مثل ظهورك بـ "الدقن" ؟
ركزت في كيف يمكن أن تكون الشخصية مختلفة جسدياً عن أية شخصية قدمتها من قبل لأننا كبشر مختلفين، وهو ما جعلني أفكر كثيراً في الشكل الخارجي وذلك مع الستايلست ريم العدل وكان علينا اختيار شكل يتماشى مع فكرة شخص متشدد في أفكاره حالياً لأن هذه الشخصيات اختلفت كثيراً عن شكلها السابق الذي انتشر في الثمانينات والتسعينات مثل الدقن والجلابية القصيرة وهو الشكل الذي اعتدناه سابقاً فكان لابد وأن اقدم الشخصية بشكلي الحالي وهو شكل قريب من الناس العادية.
"الضيف" هو التجربة الأولى التي تجمعك بالممثل خالد الصاوي فكيف كان التعاون بينكما؟
فخور بالوقوف أمامه فأنا من جمهوره وأعتبره من أهم نجوم الساحة في الفترة الحالية، وهناك العديد من جلسات العمل التي جمعت بيننا.
وماذا عن تكرار التعاون مع الممثلة جميلة عوض؟
هناك كيمياء فنية تجمعنا وبكل تأكيد يسعدني كثيراً تقديم أعمال سوياً كما أنني أحب أن أقدم أعمالاً مع فنانينمختلفين أيضاً، وفي النهاية أنا لا أتدخل في الإختيار.
هل أزعجك تصنيف الفيلم +16 ؟
كنت أتمنى أن يصل الفيلم لأكبر شريحة ممكنة لكن في النهاية الأمر ليس بإرادتي وأنا سعيد بما حقّقه العمل من ردود فعل وبالتجربة كلها.
خلال مشوارك شاركت في أكثر من عمل درامي ناجح إلا أن تركيزك كان على السينما فما السبب؟
لأن السينما هي الأساس بالنسبة لي ولا أقصد هنا التقليل من قيمة الدراما لكني بالفعل أميل للتركيز على السينما بجانب الدراما أيضاً.
تردد أكثر من مرة عن ترشيحك لعمل عالمي فهل تخطط لهذه الخطوة؟
بكل تأكيد أتمنى أن يكون لي أعمال على مستوى عالمي وهناك بالفعل تحضيرات لفيلم كندي سأبدأ به قريباً ولكن من الصعب الإفصاح عن أية تفاصيل في الوقت الحالي.
دائماً ما تتعرض للشائعات مثل ارتباطك ببعض زميلاتك ومروراً بأن الممثل الأميركي المصري الأصل رامي مالك هو شقيقك وشائعات أخرى فهل يزعجك الأمر؟
بكل تأكيد أحياناً يكون الأمر مزعجاً خاصة وأن البعض حاول إدخالي في أمور بعيدة عني تماماً فأنا ممثل فقط ، لكني أحاول التعامل مع الأمر على أنه مزحة.
قلت من قبل بأن والدك كان يرفض عملك بالفن هل لا يزال على الموقف نفسه؟
والدي كان يخشى أن أقصّر في دراستي وأنشغل بالفن لكن بعد أن شاركت في مسلسل "الجماعة" اثبت له وقتها بأنني استطيع أن أوفّق بين الاثنين وأيضاً إقتنع بموهبتي فلم يكن هناك معارضة بعدها.